
اختتام مرحلة المقابلات للموسم الحادي عشر من "أمير الشعراء"
اختتمت هيئة أبوظبي للتراث أمس "الأربعاء"، مرحلة المقابلات للموسم الحادي عشر من برنامج "أمير الشعراء" التي استمرت ثلاثة أيام بمشاركة نحو 150 شاعراً كانوا قد تأهلوا لمقابلة لجنة التحكيم المكونة من الدكتور وهب رومية، والدكتور علي بن تميم، والدكتور محمد حجو، من أجل اختيار المتنافسين العشرين المنتقلين إلى مرحلة الحلقات المباشرة للبرنامج، التي سوف تبث من مسرح "شاطئ الراحة" في أبوظبي.
وكان البرنامج قد استقبل قصائد من حوالي ألف شاعر راغب في المشاركة في هذا الموسم، ينتمون إلى ثلاث وثلاثين دولة منها 14 من الدول غير العربية، وتم فرز القصائد وفق معايير فنية ونقدية دقيقة من قبل لجان مختصة، لاختيار الشعراء الـ 150 الذين شاركوا في مرحلة المقابلات.
وقال الدكتور وهب رومية إن برنامج "أمير الشعراء" يحتضن الشعراء الموهوبين ويرعاهم ويقدم لهم المعونة كي يستمروا في عطائهم الشعري، بهدف رفع راية الشعر العربي بوصفه أحد مقومات الشخصية العربية على امتداد التاريخ، وأبدى إعجابه ببعض القصائد التي قدمت ضمن مرحلة المقابلات، مضيفاً: "من الجميل رؤية شعراء تلمع أسماؤهم لأول مرة في الموسم الحالي، وهذا يعني أن البرنامج حقق غايته، وأدى وظيفته التي انطلق من أجلها".
ونصح الشعراء المشاركين بألا يديروا ظهورهم لقضايا المجتمع، وأن يتذكروا أن الحديث عن التفاصيل الصغيرة في الحياة هو الذي سيرتقي بهم إلى العالمية، وأضاف: "أرجو من هؤلاء الشعراء ألا يقطعوا صلة شعرهم بالطبيعة لأن الشعر خطاب تخييلي يجب أن يخاطب الحواس جميعاً لا أن يقتصر على مخاطبة العقل وحده".
فيما أكد الدكتور علي بن تميم أن البرنامج يحفل في موسمه الحادي عشر "بوجوه جديدة ومواهب تدل على أن الشعر يتطور ويتجدد، وأنه مقبل على مستقبل مشرق بوصفه خزيناً مستمراً عبر الأجيال حاملاً للتراث وللتاريخ، وحاضناً للإبداع".
وأشار إلى أن "أمير الشعراء" برنامج مهم وملهم ويشكل حراكاً شعرياً كبيراً، ويدل على أهمية تطوير المواهب الشعرية لدى الشباب، لكون الشعر كان وما يزال داعماً للغة العربية ومعززاً لها. وأضاف أن من يتأمل الحراك الثقافي في العاصمة أبوظبي، يمكن أن يدرك بيسر وسهولة أن برنامج "أمير الشعراء" يقود تحولات شعرية بتبني المواهب، وتعزيز اللغة العربية.
ونصح المواهب الشعرية الشابة بالاطلاع على التقاليد الشعرية الملهمة منذ ما قبل الإسلام وحتى اليوم، والاطلاع على تجارب الشعر في اللغات الأخرى، والانفتاح على القراءات النقدية والإبداعية، والحرص على الإلقاء، وعدم الانقطاع عن القارئ والتواصل معه.
وأشار الدكتور محمد حجو إلى أن برنامج "أمير الشعراء" أصبح علامة في الفضاء الثقافي العربي، الذي قال إنه "يشمل أيضاً بلداناً غير عربية"، وأوضح أن البرنامج أعطى صورة جميلة للانتماء الحضاري العربي، لكونه مدرسة في الوصول إلى الآخر وإظهار الصورة الحقيقية لمعنى التسامح وتقبل الثقافات الأخرى.
وقال إن البرنامج له بصمة روحية يحس بها الشعراء ومتذوقو الشعر، إذ يقدم إضافة فكرية واكتشافات جديدة ينتجها تنوع أجيال الشعراء، واختلاف ثقافاتهم. ناصحاً الشعراء بالانشغال بالقصيدة أكثر من انشغالهم بالفوز، أي أن يكتب الشاعر لنفسه وليس من أجل البرنامج.
من جهتهم عبّر عدد من الشعراء المشاركين في مرحلة المقابلات، عن سعادتهم بالوصول إلى أبوظبي لبدء رحلتهم في البرنامج، التي أعرب كثير منهم عن أمله في المضي بها إلى نهاياتها بالحصول على اللقب. فيما أكد بعض منهم الأهمية الكبيرة للبرنامج في مشهد الشعر العربي، ودعم حضور اللغة العربية في مساحات ثقافية أرحب، ونوه بعضهم بأثره الإيجابي على المشاركين، إذ يمنحهم نوعاً من الاعتراف بالموهبة مما يمثل أرضاً صلبة يمكن أن تمثل نقطة انطلاق لهم.
وستشرع لجنة التحكيم واللجنة الاستشارية لبرنامج "أمير الشعراء" في اجتماعات مكثفة في الفترة المقبلة لاختيار الشعراء العشرين المتأهلين إلى مرحلة الحلقات المباشرة.